أنا امرأة تزوجت رجل منذ أكثر من عشرين سنة، وولدت منه ثلاث بنات، وهذا الرجل يشرب الخمر، ويحصل بيني وبينه سوء فهم وشجار، حيث يسبُّني ويضربني دائمًا، ويهددني بالطلاق، وحسب العادة بدأ يتشاجر معي؛ فلفظ الطلاق ثلاث مرات أمام بناتي، وطردنا من المنزل، وفي اليوم الثاني ذهب إلى مكتب قاضي المحكمة الشرعية، وأقرَّ بأنه طلقني، وحصلتُ على صكٍّ صادرٍ من المحكمة الشرعية، ولكن الآن بعد هذه المدة جاء يطلب مني أن أرجع، ويقول: إني لا أزال زوجته، ويدَّعي بأنه كان سكرانًا وبدون وعي، ولم يكن ناويًا الطلاق، ونادمٌ على ما فعله، وإنه سيتوب، ويترك الخمر والمنكرات، أرجو الإفادة؟
الجــــــــــــــواب:
لا ريب أن طلاقه ماضٍ؛ لأنه ذهب بنفسه إلى المحكمة، واعترف بالطلاق، ولا يصدق في دعواه عدم الوعي عندما أنشأ الطلاق؛ لأن قرائن الحال تكذِّبُه، ولكن إن كان الطلاق رجعيًا، ولم يكن مسبوقًا بطلاقين من قبل؛ فله الحق في مراجعتك، إن كانت العدة باقية لم تنته، إلا أن الشرع الشريف يفرض عليه إما الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان، فليس له أن يمسك ضرارًا، فقد قال تعالى: ( وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا )(1)، وإن ثبتت الحجة عندك بأنه يضارك؛ فارفعي أمرك إلى القضاء الشرعي، واطلبي التفريق بينك وبينه، وإن كان زوجك راجعك في أثناء عدتك، وكان الطلاق رجعيًا بحيث لم يطلِّقْكِ تطليقتين قبل هذه المرة، فأنت زوجته، ولا داعي إلى عقد جديد، والله أعلم.
----------------------------
(1) الآية رقم (231) من سورة البقرة.