يعتبر الحمام رمزاً للسلام، وخلده الشعراء، وقديماً كان بريد العرب، وهو رمز للحنين إلى الأوطان وله سلالات عديدة تتجاوز المائة، وجاءت تسميته بالزاجل من زجل الحمام أي إرسالها على بعد، ويقال في اللغة (يزجلها زجلا). وللزاجل أسماء كثيرة منها ورقاء، القماري، دباس، الوراش.
تاريخياً جاء في التوراة أن سيدنا نوح عليه السلام أطلق الحمام من فلكه الذي يبحر في الطوفان على دفعتين فعاد إليه حمامة وفي فمها غصن زيتون فاستدل به على انتهاء الطوفان، ومنها أصبح الحمام الزاجل رمز السلام.
وقيل إن الرومان أول من استخدمه في نقل الرسائل وأشهر حمامة هي التي سكنت غار ثور الذي دخله رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق حتى توهم المشركون بأن الغار لا يوجد فيه أحد وإلا لما وجدت هذه الحمامة راقدة على بيضها، ويعتبر حمام مكة امتداداً لحمامة غار ثور، وهو أكثر أمانا وسلاماً، وجاء في أمثال العرب (آمن من حمام الحرم وآلف من حمام مكة)، واستحدثه صلاح الدين الأيوبي في حصار عكا لدى محاربته الصليبيين.
وخصص الجاحظ في كتابه "الحيوان" باباً للحمام تناول فيه حياته وطرق تربيته وتدريبه.
وصفوة القول أن البريد بشكله الحديث وما لحق به من تطور وسرعة مذهلة في إيصال الرسائل برا وجوا وحتى عن طريق البريد الإلكتروني ما هو إلا امتدادا لدور الحمام الزاجل في نقل الرسائل وهو دور لا يغفله أي دارس أو متتبع لمسيرة البريد ومراحل تطوره.
تقطع طيور الحمام الزاجل على وجه الخصوص، بين 128 و960 كم في اليوم الواحد ، وبسرعة تزيد على 96 كم في الساعة الواحدة.
إستخدم الإغريق الحمام الزاجل قبل نحو خمسة آلاف عام .
إستخدم الحمام الزاجل خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية وبفضله، بعد الله، تم انقاذ آلاف الأرواح من الموت تحت رحى المعارك .
ترعى العائلة الملكية في بريطانيا حمام سباق في قصر ساندر نجهام المنيف . وقد حقق حمام السباق الملكي جوائز كبيرة فاقت في بعض الأحيان ما حققته اسطبلات الخيول الملكية.
استخدم يوليوس قيصر وجنكيز خان وهانيبال وغيرهم من مشاهير القادة العسكرين الحمام بوصفه أسرع وسيلة اتصالات حتي اختراع البرق (التلغراف) . وظل حمام الزاجل أكثر الوسائل الآمنة لارسال المعلومات السرية خلال حرب فيتنام .
تشير أدبيات العهدين القديم والجديد أن يمامة سيدنا نوح عليه السلام كانت من حمام الزاجل .
أنقذت حمامة الزاجل التي عرفت باسم ج.أجو التابعة للجيش الأمريكي الجيش البريطاني من هزيمة ساحقة في إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية .
بيعت إحدى حمامات الزاجل بمبلغ 132.517 دولاراً أمريكياً بعد أن حلت الأولى في سباق اشترك فيه أكثر من 21.000 طائر.
وفي ألمانيا وتحديدا في 17 نوفمبر 1998م اعتقل البوليس رجلا استخدم حمامة زاجلة في سرقة مجوهرات قيمتها 5 ملايين مارك ألماني.
مع أطيب تمنياتى وأعطر تحياتى