نهاك الطبيب عن الصوم ثلاث سنوات فأفطرت رمضانين وبقي ثالث فهل عليك إطعام وأنت فقير الحال، وهل يجوز لك تقسيط صوم القضاء بأن تصوم أياما، ثم تفطر أياما حتى تتم العدة، و تبرئ ذمتك من دين الصوم الثقيل؟
الجــــــــــــــواب:
إنه لا إطعام عليك لأنك ترجو الشفاء وتعتزم القضاء، إنما الإطعام على من يئس من الشفاء لشدة المرض، أو من يئس من الصحة لشدة الهرم، وعلى الحامل و المرضع كما هو مفصل في كتب الفقه. وأما تقسيط القضاء فإنه يجوز لك لما أنت عليه من مرض فإن مواصلة الصوم تضرك، وأما تقسيطه بصورة تخفف عنك ثقله، ولا تحس معها بزيادة المرض، واشتداد وطأته فإنه الأجدر بك، إذ تدرك به الحسنين: براءة الذمة من فرض الصوم، والراحة من مرض البدن، فيمكنك أن تصوم مثلا من كل أسبوع يومين أو ثلاثة، وهكذا حتى تتم العدة فليس لله علينا إلا تمام العدة عند الاضطرار كما قال: " فعدة من أيام أخر" فاعمل ما تجد فيه راحتك ولا تحس فيه بمشقة فلو صمتها كلها يوما بيوم لجاز وأنت طبيب نفسك، ومفتي نفسك، وفقك الله لما فيه خيرك دنيا وأخرى. لقد أفتينا بهذا لبعض من أصيبوا بمثل مرضك فعملوا به فقضوا دينهم، وسلمت صحتهم.