شاب مراهق يجهل حرمة العادة السرية كما يجهل وجوب الاغتسال من جنابتها فكان يمارسها زمنا معتقدا إباحتها، ولا يغتسل لجهله بوجوب الغسل. و قد مارسها في بعض ليالي رمضان ولم يغتسل من ذلك، وقد علم اليوم حكم ذلك فأقلع عنها وهو يسأل اليوم عن صلاته، وصيامه في تلك الفترة، وعن ماذا عليه بعد التوبة، والاستغفار من قضاء أو كفارة؟
الجــــــــــــــواب:
إنه يجب عليه: أولا: التوبة، والاستغفار من ذنبه فإنه عاص بفعله، ولا يعذر بجهله فإن الإنسان يكفر بالجهل حيث يكفر بالترك، ومعنى ذلك باختصار أنه يسعه جهل الفرض ما لم يدخل وقت أدائه، فإذا دخل وقت الأداء وجب العلم بالفرض وبكيفية أدائه، ووجب عليه أداؤه. و كذلك يسع الجهل بالحرام ما لم يفارقه، فإذا عزم على مفارقته، وجب عليه في آن واحد العلم بحرمته، ووجب عليه تركه، وذلك معنى قول الفقهاء: يجب عليه بالجهل حين يكفر بالترك. ثانيا: يجب عليه تقدير الصلوات التي صلاها بجنابة العادة السرية فيقضيها كلها شيئا فشيئا حسب الإمكان، وليجتهد في القضاء خوف الفوت كأن يقضي كل يوم بعضا منها، ولا يضيق عليه أن يحبس نفسه لقضائها يوما كله مثلا أو أياما كذلك. ثالثا: أن يتحرى تقدير الأيام التي صامها بجنابة العادة السرية فيقضيها كلها متتابعات أو متفرقات حسب إمكانه واستطاعته. رابعا: أن يؤدي كفارتين مغلظتين إحداهما لما أضاع من صلاة، والأخرى لما أفسد من صيام. هذا أرخص ما وجدناه لك في المخرج من هذا المأزق، والأهم في الأمر ندم القلب، وتوبته، والاستغفار، ثم المبادرة إلى القضاء في أول وقت الإمكان.