ســــــــــــــؤال:
هل المستمني في رمضان يعيده كله أو ما مضى أو يومه فقط؟
الجــــــــــــــواب:
إن المشهور في المذهب أن المستمني عمدا في نهار رمضان عليه قضاء الشهر كله، وكفارة مغلظة مخيرا بين العتق، وصيام شهرين، وإطعام ستين مسكينا، وهذا ما نرى الفتوى به نظرا لعظم حرمة رمضان، فلا ينبغي هتك حرمته بتعمد إفساده بأحد الأصول الثلاثة التي لا يتحقق الصيام إلا بالإمساك عنها، وهي الطعام، والشراب، والجماع الذي يلحق به الاستمناء، إلا بقضاء الشهر كله، وأداء الكفارة، هذا ما نعتمده في الفتوى في باب التعمد، وهناك من يقول بقضاء ما مضى مع الكفارة طبعا، وللمفتي أن يراعي حال المستفتي فإن كان صادق التوبة، ويشق عليه قضاء الشهر كله أفتاه بقضاء ما مضى، ولا نتنزل إلى القول بقضاء اليوم فقط، ولا نراه يصح من حيث الدليل، فلا نفتي به، لا سيما وهو يجرئ من ضعف إيمانه فيتكرر منه الفعل تعمدا لخفة عقوبته، إذ يقول مثلا: ما قيمة صيام يوم في مقابلة قضاء شهوة وتمتع بلذة، أما أبواب التضييع فإن مجال الفتوى بالترخيص فيها واسع لا حرج فيه إن شاء الله. هذا ما من الله به في الجواب عن أسئلتك(1) وقد أطلت بعض الشيء في الجواب لأنه موجه لا لمن يعمل به لخاصة نفسه، بل لمن يعلمه الناس ويفتي به المستفتين من طلاب حكم الشريعة الإسلامية الغراء فيما يعرض لهم من قضايا ويأخذ بأيديهم إلى الصراط المستقيم، وأرجو أن لا أكون فيما أجبت به بعيدا عن الصواب.
===============
1: لا يخفى أن هذه الإجابة خاصة بالصوم وفي رسالة المستفتي أسئلة غيرها.