ل فتح دكانا للتجارة في سنة 1950 برأس مال قدره يومئذ سبعون ألف فرنك قديم، ومضت ستة عشر عاما لم يجر خلالها أي تقويم لتجارته، ولم يخرج زكاة مطلقاً، واليوم تاب من ذنبه، وأناب لربه وعزم على أداء ما عليه من زكاة، فقوم ماله فإذا به قد بلغ نحو خمسة عشر مليونا فرنكا قديما فكيف يمكن أن يؤدي زكاة السنين الماضية ولم يكن له حسابات مضبوطة يمكنه الاعتماد عليها؟
الجــــــــــــــواب:
إنه ليست لهذا طريق لمعرفة مقدار الزكاة الواجب عليه كل عام إلا التقدير، والتقريب، ولا ينجيه بعد ذلك إلا الاحتياط فيستطيع ولو بمعونة بعض إخوانه الخبيرين بفن التجارة، والمباشرين لها في بلده أن يقدر لكل عام نصيبه من الربح، ويحسب زكاته مع رأس ماله ابتداء من السنة الأولى، وهكذا حتى السنة الأخيرة، وليس هذا بعسير، ولو كان معنا، أو كنا معه لأعناه على هذا العمل بعد أن نلقي عليه أسئلة مختلفة تضيء أجوبتها لنا السبيل على أنه لا يعدم من إخوانه من يعينه وينير له الطريق ولا سيما إذا صحت توبته، وصدق ندمه، ووقاه الله شح نفسه، هذا ما من الله به علينا في الجواب في هذه القضية العويصة وليس الجواب عليها إلا إرشادا وتوجيها، وإعانة على طلب المخرج من هذا المأزق.