هل تجوز الصلاة بالثوب الذي فيه تصاوير؟
الجــــــــــــــواب:
في ذلك خلاف بين العلماء، ذهب فريق منهم إلى تحريم الصلاة بالثوب الذي فيه تصاوير، كما ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام الربيع وأخرجه الشيخان وغيرهم من أئمة الحديث، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاء إلى بيت عائشة ـ رضي الله عنها ـ وكانت قد اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تلك النمرقة وقف خارجاً ولم يدخل، فقالت له عائشة ـ رضي الله عنها ـ يا رسول الله أتوب إلى الله مما فعلت، فقال لها ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ (( ما بال هذه النمرقة )) فقالت: اشتريتها لك لتتكيء عليها، فقال (( إن أصحاب هذه الصور ليعذبون يوم القيامة ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم )).
ومنهم من ذهب إلى استثناء الثوب، لأجل حديث أبي طلحة ـ رضي الله عنه ـ (( إلا ما كان رقماً في الثوب ))، ولكن الحديث لا يبيح الصلاة بالثوب الذي فيه تصاوير، وإنما يبيح إبقاء الصورة على ما هي عليه لئلا يفسد الإنسان ثوبه خلافاً لمن رأى ذلك كما روي عن الإمام أبي أيوب وائل الحضرمي ـ رحمه الله ـ وإذا كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبى أن يصلي في البردة التي أهداها إليه أبو جهم وردها عليه لأنها شغلته في صلاته عن الخشوع، فكيف بالثوب الذي فيه تصاوير، وكيف بغيره ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ وهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخشع الناس قلبا وأرسخهم يقيناً، وأكثرهم استحضاراً لما يتلو في صلاته، وغيره ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجب أن يكون أكثر احتياطاً لأن التأثير عليه من قبل الوساوس الشيطانية أكثر. والله أعلم.